الوسواس القهري Obsessive Compulsive Disorder (OCD)

من الطبيعي أن يهتم البعض بشيء ما بالحياة أكثر من البعض الآخر، كما وقد يفكر فيه بشكل أكبر من غيره، ولكن لأي مدى يعتبر هذا الأمر طبيعيًا؟ متى يكون هوسًا يحتاج إلى العلاج؟

 ما هو الوسواس القهري؟ 

الوسواس القهري (Obsessive Compulsive Disorder – OCD) هو اضطراب نفسي مزعج و شائع إلى حد ما، وقد يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص المصاب به ويعيق أنشطته اليومية.  يتمثل هذا الاضطراب في معاناة الشخص المصاب  من أفكار وسواسية وهوسية ومخاوف غير مرغوب فيها ولا يمكن التحكم بها، مما يؤدي إلى الشعور بالقلق أو الاشمئزاز أو عدم الارتياح، وبالتالي تنتج عن هذه الوساوس سلوكيات قهرية متكررة يُجبر الشخص عليها، تهدف هذه السلوكيات إلى التخفيف مؤقتًا من المشاعر التي سببتها الوساوس، وذلك لأن محاولة تجاهل أو منع هذه الأفكار الوسواسية قد يزيد من الضيق والقلق المصاحب لها حتى لو كان الشخص على دراية بأنها أفكار غير منطقية وغير طبيعية.

غالبًا ما يتمحور هذا الاضطراب عند المصابين به حول موضوع معين، كالخوف المفرط من التلوث بالجراثيم مما يؤدي إلى غسل اليدين بشكل مفرط يضرّها، أو الخوف مثلًا من التعرض للسطو مما يتسبب بالتحقق من إغلاق النوافذ والأبواب عدة مرات قبل مغادرة المنزل، او على سبيل المثال الخوف من عدم إتمام الوضوء بشكل صحيح وإعادته عدة مرات، أو الخوف من حدوث ضرر ما في المنزل مما يجعل الشخص مهووسًا بالتحقق عدة مرات من إطفاء المكواة.

ما هي أعراض اضطراب الوسواس القهري؟

تراود الجميع بعض الوساوس والدوافع القهرية في مرحلة ما، ولكن المصابين باضطراب الوسواس القهري يعانون منها بشكل مفرط لعدة ساعات في اليوم مؤثرةً بذلك على أنشطتهم الحياتية. تظهر أعراض هذا الاضطراب عادةً خلال مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة وبدايات البلوغ وتبدأ بشكل تدريجي، وقد تختلف في حدتها وشدتها ونوعيتها مع الزمن والأحداث.

تتمثل الأعراض في التالي:

الأعراض الوسواسية و الهوسيةالأعراض القهرية
الخوف من التلوث والأوساخ (كالخوف من لمس أي سطح تم لمسه من قبل الآخرين)الاغتسال والتنظيف مرارًا وتكرارًا (كغسل اليدين بشكل قد يضرّهما)
الرغبة في تنسيق وتنظيم الأشياء والشعور بالتوتر إذا كانت عشوائيةتنظيم الأشياء بصورة معينة، وجمع واكتناز مقتنيات ليس لها قيمة معنوية أو مادية، وتناول الطعام بنمط معين
أفكار عدوانية مروعة تخص فقدان السيطرة وإيذاء النفس أو الغير (كتخيل دهس مجموعة من الناس بالسيارة، أو خوف الأم من أذية طفلها) التحقق باستمرار من عدم أذية أحد (كتحقق الأم بشكل مستمر من أن الطفل يتنفس أو تعقيم زجاجات حليبه بشكل مفرط)
أفكار غير مرغوب فيها تتضمن العدوان أو الدين وغيرها من الأمور (كتخيل الصراخ أو التلفظ بألفاظ نابية أمام الناس)تكرار كلمات أو عبارات بصمت
الشك وصعوبة تحمله (كالشك بإقفال باب المنزل أو إطفاء الموقد)التحقق من كل شيء بشكل مفرط (كالتحقق من إقفال باب المنزل بشكل مفرط)
الخوف من الوقوع في الخطأ أو التعرض للإحراج أمام حشد من الناسالقيام بمهمة بعدد معين من المرّات، أو العد بشكل متكرر


قد يعاني بعض المرضى كذلك من التشنجات اللإرادية (حركات أو أفعال سريعة ومفاجئة ومتكررة) كغمز العينين والشخير وهز الرأس والأكتاف والاستنشاق والسعال.

ما هي أسباب الوسواس القهري؟

بالرغم من أنه  ليس هنالك أسباب واضحة  بشكل كافي لحدوث هذا الاضطراب، إلا أن هنالك عوامل مهمة قد تساهم في حدوثه، ومنها ما يلي:

 1- العوامل الجينية ووجود تاريخ عائلي بالاضطراب.

2- تغييرات كيميائية في الدماغ ووجود مناطق معينة ذات نشاط مرتفع أو مستويات منخفضة من هرمون السيروتونين.

3- تعلم السلوكيات القهرية تدريجيًا مع الزمن عن طريق مشاهدة الآخرين أو أفراد الأسرة.

3- أحداث الحياة  (كالتنمر أو الإساءة أو الإهمال أو الفقد أو تغييرات/صدمات حياتية).

4- نمط الشخصية  (الأشخاص الذين يميلون إلى التنظيم والدقة والحس العالي بالمسؤولية).

5- وجود اضطرابات نفسية أخرى كالقلق والاكتئاب.

ننوه إلى أن وجود أي من هذه العوامل لا يعني بالضرورة حتمية الإصابة بالوسواس القهري.

كيف يتم تشخيص الوسواس القهري؟

يقوم الطبيب بتقييم الحالة و التشخيص والتحقق من وجود اضطراب الوسواس القهري بعد سؤال الشخص عن الأعراض التي يعاني منها ومناقشة أفكاره ومشاعره وتقييمها. كما وقد يحتاج الطبيب إلى عمل بعض الفحوصات الجسدية للتحقق من عدم وجود أي مشكلات أخرى تسبب للشخص الأعراض. يتطلب تشخيص الوسواس القهري وجود هواجس و / أو إكراهات تستغرق وقتًا طويلاً (أكثر من ساعة في اليوم) ، وتسبب ضائقة كبيرة وتؤثر على مسؤوليات العمل وأنشطة الحياة. إذا كنت تعاني من أحد الأعراض التي تم ذكرها وكانت تؤثر على جودة حياتك، ننصحك بمراجعة المختصين لتقييم حالتك وتشخيصها بالشكل الصحيح. 

ما هي مضاعفات الوسواس القهري؟

قد ينتج عدة مشكلات عن اضطراب الوسواس القهري والتي تضمن ما يلي :

1- مشاكل صحية، مثل : التهاب الجلد الناتج عن تكرار غسل اليدين.

2- صعوبة الالتزام بالذهاب إلى المدرسة، أو الالتزام بالنشاطات الاجتماعية.

3- إضاعة الكثير من الوقت على سلوكيات معينة.

4-علاقات مضطربة.

5- سوء جودة الحياة 

6- أفكار وسلوكيات الانتحارية.

ما هي طرق الوقاية من الوسواس القهري؟

لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من اضطراب الوسواس القهري، ومع ذلك ، فإن الحصول على العلاج في أسرع وقت ممكن قد يساعد في منع اضطراب الوسواس القهري من التدهور وتعطيل الأنشطة والروتين اليومي.

ما هي طرق و أساليب علاج الوسواس القهري؟

وجد أن علاج الوسواس القهري فعال للغاية، ومعظم الأشخاص الذين يتلقون العلاج يتمكنون من السيطرة على الوساوس والأفعال القهرية والاستمتاع بالحياة. يعتمد اختيار العلاج المناسب على تفاصيل الحالة وشدتها وما يراه الطبيب مناسبًا لها، وقد يتضمن الآتي: 

1-العلاج السلوكي المعرفي: هو نوع من العلاج النفسي، سيقوم المعالج في عدة جلسات على مساعدتك على فهم أفكارك، وعواطفك ومساعدتك على التوقف عن السلوكيات،والأفكار السلبية ، واستبدالها بطرق صحية للتعامل معها. عادةً ما يكون تأثير هذا النوع من العلاج سريعًا.

2- العلاج الدوائي: قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تؤثر على مستويات السيروتونين أو أدوية تعمل بطريقة أخرى والتي قد تضمن بعض أدوية الاكتئاب وغيرها من الأدوية النفسية.

3- العلاج بالتعرض: باستخدام هذا العلاج والذي هو جزء من العلاج السلوكي المعرفي، يجعلك المعالج تتعرض بشكل تدريجي لبعض الأمور والهواجس التي تسبب لك القلق أو تقوم بها، ثم يمنعك من الاستجابة لها بسلوكيات قهرية ويقوم بتمرينك على طرق لمقاومة رغبتك في القيام بطقوسك القهرية. على سبيل المثال، قد يطلب منك أن تلمس الأشياء المتسخة ولكن بعد ذلك يمنعك من غسل يديك ويدربك على مقاومة هذه الرغبة والسلوك القهري.

في حالة عدم نجاح هذه العلاجات، قد يقوم الطبيب بوصف واقتراح علاجات أخرى كالعلاج بالكهرباء والتحفيز المغناطيسي والتأمل.

*** تمّت الكتابة والتدقيق من قِبَل فريق إعداد المحتوى

المراجع:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Scroll to Top