الفصام ( Schizophrenia )

وجود واقع مزيّف في الذهن أمرٌ لا يجب تجاهله!


الفصام أو الشيزوفرينيا (Schizophrenia) هو اضطراب نفسي عقلي مزمن يؤثر على طريقة تفكير الشخص وشعوره وتصرفه. يسبب هذا الاضطراب مجموعةً من الأعراض النفسية المختلفة التي تمثّل فقدان الاتصال بالواقع وتشوّه الحقيقة وعدم القدرة على التمييز بينها وبين الأفكار، لذا غالبًا ما يصف الأطباء الفصام بأنه نوع من الذهان. لا يعني الفصام وجود انفصام أو انقسام في الشخصية، إضافةً إلى أنه لا يتسبب في جعل الشخص المصاب عنيفًا. تعيق أعراض المصاب حياة الشخص المصاب وعلاقاته، وإن تُركت دون علاج، يمكن أن تكون مستمرة ومعطّلة للحياة بشكل كبير. يحتاج المصاب بالفصام إلى علاج مدى الحياة ليتمكن من الانخراط في العمل والمدرسة، وتحقيق الاستقلالية، والتمتع بالعلاقات الشخصية. يحدث هذا الاضطراب عادةً في الفترة بين آخر سنوات المراهقة وحتى بداية عمر الثلاثينيات، وقد يظهر كذلك في حالات نادرة جدًا بين الأطفال.

ما هي أعراض اضطراب الفصام ؟

تختلف أعراض الفصام من حيث النوع والشدة مع الزمن، وقد تتفاقم الأعراض في فترات و تتراجع في فترات أخرى. تنقسم أعراض الفصام إلى ثلاثة مجموعات رئيسية كما هو موضح:

أعراض الفصام إلى ثلاثة مجموعات رئيسية

كما وقد تشمل الأعراض بعض السلوكيات الحركية غير الطبيعية، كالبقاء بشكل جامد في وضعيات جسدية غير مناسبة و غريبة، أوالجمود والامتناع عن الكلام والحركة وعدم الاستجابة بشكل تام، أو الحركة المفرطة بلا معنى، أوالحركات النمطية المتكررة، أوالتحديق، كما وقد تشمل كذلك الأفكار والسلوكيات الانتحارية.

غالبًا، لا يعي المصابون بالفصام بأن ما يواجهونه من صعوبات قد يكون بسبب وجود اضطراب نفسي وعقلي، مما يضطر العائلة والأصدقاء لطلب المساعدة لهم.

كيف يتم تشخيص اضطراب الفصام ؟

يقوم الطبيب بتشخيص الفصام من خلال الفحص السريري و إجراء التحاليل والصور و الاعتماد على تقييم العلامات والأعراض الخاصة بالمريض بعد استبعاد الاضطرابات الصحية العقلية والجسدية الأخرى، وتحديد أن الأعراض ليست بسبب تعاطي بعض الأدوية أو المخدرات.

ما هي أسباب اضطراب الفصام ؟

يعتبر سبب اضطراب الفصام غير معروف حتى الآن. لكن يعتقد معظم الخبراء أن الحالة قد تنتج أو تتحفز بفعل مجموعة من العوامل البيئية والوراثية المعقّدة التي تشمل ما يلي:

  1. اضطرابات في كيمياء الدماغ و بنيته و وظائفه و نواقله العصبية.
  2. الجينات والعوامل الوراثية.
  3. تاريخ مرضي عائلي بالفصام.
  4. مضاعفات تخص الحمل والولادة أثرت على تطور الدماغ (سوء التغذية أوالتعرض للفيروسات والسموم)
  5. تناول أدوية ذات تأثير عقلي أو نفسي وسوء استخدامها (المؤثرات العقلية والمخدرات)
  6. صدمات في مرحلة الطفولة
  7. الانعزال عن المجتمع
  8. العيش في فقر

وجود أي من هذه العوامل لا يعني بالضرورة حتمية الإصابة بالفصام، كما أنه لا يوجد ما يمكن فعله للوقاية منه، ولكن الالتزام بخطة العلاج يمكن أن يساعد في منع الانتكاسات أو تفاقم الأعراض أو حدوث المضاعفات.

ما هو علاج اضطراب الفصام ؟

يتطلب الفصام علاجًا مدى الحياة حتى مع اختفاء الأعراض، و يتم تحديد الخطة العلاجية حسب تشخيص الطبيب و معاينته للحالة. يهدف العلاج إلى السيطرة على الأعراض، ومنع الانتكاس، وزيادة قدرة المريض على التكيف والانخراط في المجتمع. تُقسم الخطة العلاجية لشقّين: أولهما والذي يعتبر حجر الأساس هو العلاج بالأدوية، والقسم الآخر هو العلاج النفسي الذي يمكن أن يُضاف إلى العلاج الدوائي (لا أن يستبدله) ، ويتضمن جلسات العلاج السلوكي المعرفي. يعد البدء الفوري بالأدوية لعلاج اضطراب الفصام في غضون 5 سنوات بعد أول نوبة حادة أمرًا مهمًا حيث أن أكثر التغييرات المرتبطة بالمرض في الدماغ تحدث حينها. في بعض الحالات ، قد تكون هناك حاجة لدخول المستشفى إذا كانت الأعراض شديدة وذلك لضمان السلامة والتغذية السليمة والنوم الكافي والنظافة.

  • العلاج الدوائي:

يوصى عادةً باستخدام مضادات الذهان كعلاج أولي لأعراض نوبة الفصام الحادة. تعمل مضادات الذهان عن طريق تأثيرها على النواقل العصبية في الدماغ، و يمكن أن تساعد في تقليل شدة وتكرار الأعراض. عادةً ما يتم تناولها يوميًا في شكل أقراص أو شراب، ومن الممكن كذلك أن يتم إعطاء بعض الأدوية المضادة للذهان على شكل حقن مرة أو مرتين شهريًا. يتم اختيار الأنسب من بين هذه الأدوية حسب ما يراه الطبيب مناسبًا للحالة وبعد مناقشته حول الفوائد والآثار الجانبية المحتملة. أضف إلى ذلك، يقوم الطبيب بالتعديل على الجرعة وطبيعة العلاج حسب استجابة المريض له حتى يتم الوصول إلى أكثر الأدوية مأمونيةً وفعاليةً للحالة. في حالة عدم الاستجابة للعلاج الدوائي، قد يقرر الطبيب العلاج بالصدمات الكهربائية الذي قد يكون مفيدًا لمرضى الاكتئاب في نفس الوقت.

  • العلاج النفسي:

تقوم جلسات العلاج النفسي على التركيز على الأعراض الإدراكية والسلبية في اضطراب الفصام لتعليم المريض مهارات التأقلم التي تساعده في مواجهة التحديات اليومية المرتبطة بالفصام. بالإضافة إلى أن هذا النوع من العلاج قد يخفض من فرصة حدول الانتكاسات وإدخال المستشفى. يشمل العلاج النفسي الجلسات الفردية وتدريب المهارات الاجتماعية وجلسات علاج العائلة وغيرها.

نصائح للتأقلم مع اضطراب الفصام:

إن التأقلم والتعامل مع اضطراب مثل الفصام يعد أمرًا صعبًا على المريض ومن يحيط به. إليكم بعض النصائح التي قد تساعد في التأقلم:

  • زيادة المعرفة عن الاضطراب و معرفة وملاحظة علامات الدخول بنوبة (قد تتضمن هذه العلامات الآتي: اضطرابات في النوم والشهية، وزيادة التوتر والشكوك، وسماع أصوات خفيفة، وصعوبة التركيز)
  • الالتزام بالأدوية الموصوفة والخطة العلاجية
  • المشاركة في مجموعات للدعم و التحدث مع الآخرين عن الحالة المرضية، حيث أن البعض قد يجد الأمر مريحًا
  • الإقلاع عن التدخين والابتعاد عن النيكوتين
  • الالتزام بنمط حياة صحي
  • التوقف عن شرب الكحول وتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء (التأمل، اليوغا، التنفس العميق، التاي شي)

*** تمّت الكتابة من قِبَل فريق إعداد المحتوى

المراجع: 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Scroll to Top